غيمة عابرة - جوزاء
غيمة عابرة - جوزاء
جفاء زوجها لها وجلموده ضدها، تبلده ونفوره، بسبب خطـأ ارتكبته بحقه في الماضي، وبينما تتوالى الأيام والشهور حتى مرت سنة كاملة، زادت الفتاة نحولا، وإرهاقاً، أتعبتها الوحدة، وأمرضها الشوق، وأنهك التجاهل قلبها، تمكنت الكآبة منها، وعليها السواد والحزن، بيأس تحاول أسترجاع رجلها بشتى الطرق ولكن ولشدة ضعفها تُخفق وتصد خائبة بكل مرة. أغرقت فراغ أيامها بقراءة الكتب، وببعض الليالي الباردة، كانت تهرب الى دفتر ما، عدته رفيقها، ومؤنس خلوتها، تبوح له بكل مافي خاطرها من ألم وشجون، تبلل أسطره بكثير من الدموع وتبكي أوجاعها بصمت وكتمان أثقل كاهل مهجتها. تلوم نفسها وتؤنبها على ما أضاعته من حياة ملؤها السعادة والأطمئنان، بأخرى تُحيط بها غيمة داكنة مدلهمة موحشة حتى تمكن المرض منها وأصبحت كجسد مقفر خاو لا روح فيه، منفردة منعزلة لا مسبب للبقاء والتشبث لها. فهل ستكون غيمة عابرة، أم سرمدية أزلية لا زوال لها؟