تغريبة القافر - زهران القاسمي
تغريبة القافر - زهران القاسمي
بلغة رصينة وفصيحة ورقيقة تمكن زهران القاسمي من أن نقل القارئ للبيئة التي اتخذها مسرحًا لأحداث روايته، فعبّر عن صوت خرير الماء ورائحة الهواء الرطب بطريقة لا يتمكن معها القارئ الا ان يعطش مع الأبطال ويبرد معهم في ليالي الصقيع.
صدرت تغريبة القافر للأديب والشاعر العماني زهران القاسمي عن مسكيلياني للنشر ضمن مجموعة روايات وكتب عربية مميزة.
نبذة عن رواية تغريبة القافر
فقد إحساسه بالأشياء من حوله، تحول فجأة إلى إعصار هادر من الغضب، رفع مطرقته وهوى بها على الصخرة، وعاود ذلك مرارا وتكرارا حتى ارتج المكان، وبدأ الغبار يتصاعد من الحجارة المتساقطة.
تتالت الضربات، وتحول جسده كله إلى يدين لا هم لها إلا ضرب ذلك الجبل الجاثم أمامه كأنه يضرب كل ما عاشه مذ كان طفلًا، يهوي بالمطرقة على سجنه، على غيابه، على اليأس من مغادرته تلك العتمة، على شوقه الجارف إلى زوجته، على الهدير الذي يصم أذنيه ويمنعه من ساع أي شيء سواه، على العزلة التي تمتد وتمتد، وعلى الفكرة التي لا يرغب في مواجهتها…
لم يكن يعلم أن جسد الصخرة يتداعى أمامه، كان غائبا في غضبه، متحدا مع مطرقته في هدم كل الجدران التي واجهته، وهو الوحيد، الغائب، السجين، الموجوع، الجائع، العطش...
تداعت الصخرة أمامه، وانفتح الخاتم على النفق الطويل، فانطلق الماء بقوة وجرف معه كل شيء.
اقتباسات من كتاب تغريبة القافر
لكنَّ الماء يدرك طريقهُ دوما، و دومًا ما يوجد طريق يعبرهُ الماء.