تبدأ تلك المجازفة الروائية التي بين يديك من أغنية يمنية قديمة، يسمعها الراوي ذات واحدة من مدن الشمال الفرنسي المصفدة طوال القرميد الصحي بسبب انتشار الآفة الفاك. خيط غير مرئي يلقي بك في دوامة الأسئلة المسكونة بمصائر الإنس، خاصة المشردين القادمين من وطن الشتات الكبير، لتمضي مع طفران اليمني وحجي الحبشي، قبل أن ينضم بهما فرید العصفور القليل الوجود وسینديا الصحفية المقبلة من المستقبل القريب؛ في عالم متهالك، هو عالم الفيروسات والأوبئة المهلكة، لكنه في الأساس عالم الحروب والظلم والقهر والموت المجاني.
هل قرأت يوما أن «دولة جمهورية اليمن سج أسفل سماء مفتوحة»، وكيف تصبح المعمورة بأكملها ايضا؟
في «جزيرة المطففين»، يحكي الكاتب الروائي حبيب عبد الرب سروري عدد محدود من أسرار ومطبات ذلك العالم، يفتش تفاصيل تجبره على النهايات التي يصنعها بيديه الحديديين، وبالتناقض نفسه بين تحديث التكنولوجي وتقهقرير الأخلاقي حاجز القعر.